قال الإمام الصادق عليه السلام:

اذا قام القائم عليه السلام لاتبقى أرض الا نودي فيها بشهادة ان لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الخميس، 5 يناير 2012

الإمام المهدي عليه السلام في السّنة الشريفة

أمّا السنة الشريفة فالملفت للنظر أَنَّه جاء الإصرار والتأكيد على قضية الإمام المهدي عليه السلام بشكل مثير يجعلنا نتساءل لماذا هذا الإصرار؟
مثلاً الروايات تقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطَوَّل الله ذلك اليوم حتى يظهر واحد من ولدي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول هذه القضية لا يمكن أن تتخلف حتى لو أصبحنا على مقربة من يوم القيامة ولم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد.
نصوص عديدة بهذا المستوى أنا أجد من المفيد أن أقرأ لكم هذه النصوص من نفس المصدر حتى تكونوا قريبين من أجواء الأحاديث الشريفة:
1 _ الرواية مثلاً تقول: (لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم...) هذه الرواية نقرؤها في صحاح السنَّة وليس في كتبنا فقط.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلُ من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
2 _ رواية ثانية عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً مني يواطيء اسمه اسمي...).
3 _ وهكذا رواية ثالثة في هذا الشأن عن الإمام عليّ عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجلٌ من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
4 _ وأخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لفاطمة عليها السلام: (والذي نفسي بيده لا بدّ لهذه الأمّة من مهدي وهو من ولدك).
وهذا أمر ملفت للنظر لماذا لا تقوم القيامة ولا تقوم الساعة إلاّ أن يخرج واحد ليحقق الإصلاح حتى ولو بقي يومٌ واحدٌ؟

هدف الإمام المهدي عليه السلام

ما هو الهدف الأصلي لحركة الإمام المهدي عليه السلام؟
هو تجديد الإسلام وإحياء هذه الرسالة الإلهية الخاتمة، حتى يكون الإسلام عالمياً (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، على كل الأديان والمذاهب والحضارات والسياسيات (وَلَوْ كَرِهَ المشركون).
الروايات تقول إن هذه الآية ما جاء تأويلها بعد وإذا قام قائمنا جاء تأويلها  بمعنى أن إمامنا المنتظر عليه السلام يطبّق حينئذٍ قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
تجديد الإسلام هو خلاصة هدف حركة إمامنا المنتظر عليه السلام وهي نفسها خلاصة الهدف لحركة إمامنا الحسين عليه السلام

المهدي عليه السلام امتداد للحسين عليه السلام:

في هذه المقدمة نريد أن نكتشف مسألةً أخرى وهي أن حركة الإمام المهدي عليه السلام تمثل امتداداً لحركة الحسين عليه السلام وليست شيئاً آخر، أو منهجاً آخر، وإنما هي امتداد لنفس الأهداف، وامتدادٌ لنفس المنهج مع الفرق في الحجم.
ثورةُ الإمام المنتظر عليه السلام ثورة شمولية عالمية وبهذا امتازت عن ثورة الحسين عليه السلام في بعض ما امتازت به.
المهدي عليه السلام يمثل امتداداً للحسين عليه السلام، وحركة الإمام المهدي عليه السلام تمثل امتداداً لحركة الإمام الحسين عليه السلام.
نحن في هذه الليالي، ليالي عاشوراء في الوقت الذي ندرس حركة الحسين عليه السلام نحاول أن نصل في كل ليلة إلى حركة الإمام المهدي عليه السلام ونكشف عناصر التمايز والاشتراك بين الثورتين.
مجتــمع المهــدي كيـف يكون؟
ظهور المهدي عليه السلام كيف يكون؟
النتائج كيف تكون؟
هذا بحث واسع قد يستغرق عشرات الليالي، لكننا نحاول أن نوجز هذا الحديث بنقاط مهمة.
في المقدمة نريد أن نقول في هذه الليلة، إن حركة الإمام المهدي عليه السلام ليست على خلاف القاعدة بل هي الامتداد الطبيعي للحركة الإصلاحية التي قادها الأنبياء، ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومارسها عليّ عليه السلام، ومارسها الحسين عليه السلام.
حركة الإمام المهدي عليه السلام هي امتداد لتلك الحركة الإصلاحية وفق القاعدة وليست استثناءاً, بل نحن الآن في زمن الغيبة نمثل حالة الاستثناء، زمن الظهور هو الذي يُمثل القاعدة، الآن نحن في حالة مَرضيَّة، وليس في حالة صحية يعني ماذا؟ هذه أفكار أنتم تقرؤونها وتسمعونها ولكن بمصطلحات أخرى. نحن الآن في زمن الغيبة وماذا يعني زمن الغيبة؟
زمن غيبة الإمام المنتظر المعصوم عليه السلام، هل هو زمان طبيعي وفق القاعدة التي رسمها الله تعالى أو هو استثناء للقاعدة؟
الجواب: هو حالة استثناء.
الحالة الصحيحة والصحيَّة هي أن كل أمّة لها إمام، ولكن إذا غاب إمامها فأن هذه حالة غير صحيّة، مثل مدرسة يغيب عنها المدير، ومثل صفٍّ يغيب عنه الأستاذ، هذه حالة صحية أو غير صحية؟ هذا وفق القاعدة أو استثناء؟ صفٌ بلا معلم؟ جامعة بلا مدير؟ نحن الآن في زمان أمّة بلا إمام ظاهر، وأمّة بلا إمام ظاهر يعني حالة استثناء، حالة مَرَضيَّة، ولهذا نحن نطمح أن نصل إلى الحالة الصحية، إلى حالة ظهور الإمام، ولهذا نعتبر زماننا زمان الغيبة هو زمان مَرَض.
ولهذا نقرأ في أدعية شهر رمضان: (اللهمّ إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة وليِّنا)، إذن هذه مشكلة وبالحقيقة هذا مَرَض، هذا ألم، هذه حالة غير صحية، ولو كانت حالة صحية لماذا نشكوها إلى الله تعالى؟ (اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا) نحن الآن في حالة الغيبة، الحالة الطبيعية هي حالة ظهور الإمام المعصوم وممارسته لدوره القيادي في الأمّة أمّا حيث يكون غائباً مثل جيش بلا قائد، أو جامعة بلا عميد، أو مدرسة بلا مدير، أو شعب بلا رئيس، وهذه حالة غير صحيحة، القاعدة الصحيحة أن يكون للأمّة إمام، إذن نحن نتجه الآن نحو الحالة الصحية وهي حالة ظهور الإمام المعصوم عليه السلام ولهذا تجدون الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا تقول:
(كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم) روايات بطريق السنة والشيعة تتحدث عن الحالة العظيمة الصحية جداً عن المسلمين تقول:
سوف يأتيكم يوم ينزل عيسى بن مريم من السماء ولكن أنتم أيها المسلمون في قمة الحالة الصحيّة (وإمامكم منكم) الآن أنتم في غيبة الإمام لكن في زمن ظهور إمامنا المعصوم وحيث ينزل عيسى بن مريم كما تقول الروايات وكما سوف نبحثه ونقرؤه في ليالي أخر، ينزل عيسى ابن مريم من السماء ليصلي خلف إمامنا المهدي عليه السلام في بيت المقدس.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم) هذه حالة صحية يتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعطينا بشارة.
هذا معناه أن الإمام المهدي يمثل امتداداً للنُّبوات ويمثل الحالة الصحية للكيان البشري وللمجتمع الإنساني وإنه عليه السلام يمثل عميداً لهذه الجامعة، وامتداداً للأساتذة الذين كانوا قبله.